الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

الطفل بين الأسرة والمدرسة


  المؤطر الأستاذ:محمد بنيس            


لو سمعنا شخصين يتحدثان عن حقوق الطفل أحدهما من بيئة محافطة والآخر من بيئة متحررة , نعرف مسبقا موقف كل منهما لأننا نعرف إطاره المرجعي الذي يحدد أفكاره واتجاهاته وسلوكه , وهذا ما يسمى في علم الاجتماع " التوقع " وللمجتمع والثقافة المميزة له صلة وثيقة بشخصية من يحتضنهم من أفراد . إذ أن ثقافة المجتمع وحدة متكاملة من المعلومات والأفكار والمعتقدات وطرق العيش والتعبير التي تنقل إلى الأطفال عن طريق التربية . فيخضع الطفل لتأثير هذه الثقافة  من خلال وجوده في الأسرة حيث يتعلم معايير المباح والمحظور , ووجوده في المدرسة حيث يكتسب بطاقة الدخول الاجتماعي التي تساعده على التجاوب أو التعصب . مما ينتج المواقف البيئية المختلفة                   

   والثقافة المغربية جزء من الثقافة العربية لا زالت تتسم بالطابع الأبوي والعقاب الجسدي وسيادة الطابع العمودي من الحاكم إلى المحكوم ومن الغني إلى الفقير ومن الذكر إلى الأنثى. وهذا ما يأخذ طابع الأوامر والتهديد والتلقين والمنع والإخضاع – فيما يأخذ في المقابل طابع الإصغاء والانصياع والتدلل والمسايرة , كما لو أن الطفل المغربي يلقى بين قطبي القهر / سلطة الأسرة وقهر الأنظمة التربوية . وهو كائن طري لا حول  له ولا قوة فهل هي متاهة ؟

   طمعا في حل هذا الإشكال , لا تنفع إلا التربية المجدية التي تحول كل سلبي إلى إيجابي ولو على قدر الإمكان . أي أن تحضر الجودة . وهذا ما انتبهت إليه وزارة التربية الوطنية مؤخرا وهي ترفع شعار : الأسرة والمدرسة . معا من أجل تحقيق الجودة . وهو مفهوم مقرون بثلاث عناصر أساسية                                                                           

1 – وجود حقيقة الدعوة إلى الإصلاح . وهذا يعني وجود خلل بين الأسرة والمدرسة         

2 – وجود إدراك بضرورة تأكيد أو تعميق حتمية الإصلاح وزيادة فعاليات الأطراف المعنية   ورفع كفاءاتها – وأعتبر أن مبادرة جمعية الشعلة تدخل في هذا الإطار                        

3 – وجود إرادة مؤكدة لترجمة الإدراك إلى حقيقة جديدة , وحشد ما يقتضيه ذلك من إمكانيات وقدرات , خاصة وقد اتخذ القرار السياسي / الشعار                                     

   سأحاول بفضلكم مناقشة بعض ما يتعلق بالموضوع : الطفل بين الأسرة والمدرسة         

* الطفل : هذا الكائن الصغير . هو ثروة المجتمع وباني المستقبل , لا بد أن يحافظ عليه ويتربى تربية صالحة في الأسر                                 

  * الأسرة : هي اللبنة الأولى في تركيب المجتمع والتي لها مردودات على تنميته البدنية والعقلية والانفعالية طيلة مراحل النمو إلى سن المدرسة                                             

* المدرسة : هذه المؤسسة الاجتماعية أهم مؤسسة لتربية الطفل بعد الأسرة التي تلعب دورا كبيرا في حاجياته الاجتماعية . أنشأها المجتمع لتلبية حاجة من حاجاته الأساسية ألا وهي جعل أفراده أعضاء صالحين

بالمنظور المجتمعي إذن – الطفل ثروة المجتمع . والأسرة لبنة تنشئته . والمدرسة مجتمعه المصغر . كيف يكون الطفل ثروة ترعاه الأسرة وتتعهده المدرسة ؟

- أي طفل وأية مدرسة وأية أسرة تحقق هذه العلاقة بتوفيق . ونحن أمام أطفال مختلفين وأسر متعددة ومدارس متباينة ؟

- ألا نقول :  الطفل والمجتمع بدل  الطفل  بين الأسرة والمدرسة  ؟  ما دام  المجتمع هو الذي يشكل وينظم نمط الأسرة ووظائفها . وهو الذي يجعل كل مخرجات المدرسة باتجاهه تحافظ على ديمومة ثقافته وقيمه وأنماط السلوك التي يرتضيها

        الطفل 

   إن أي تحديد لمصطلحات هذه العلاقة يبعد عن المناولة شرائح تتنامى في بلدنا وتتطلب مجهودات أكثر من الفاعلين التربويين والاجتماعيين حتى ينطبق عليهم ما ينطبق على الطفل السوي المستفيد من بحث العلاقة بين الأسرة والمدرسة . وأعني بهم : أطفال الشوارع . الأطفال المتخلى عنهم . الأطفال في وضعية صعبة . وعند الأخذ بهذا الاستثناء يبقى تحديد مصطلح الطفل يحظى بالتعاريف التالية                              

    - في القرآن الكريم جاء التعريف بصيغة الجمع " أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء"                                                                الآية 31 من سورة النور

   - وفي آية أخرى " وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم . فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم "

                                                                                   الآية 59 من سورة النور

- والطفل في اللغة : هو الصغير من كل شيء

- وتدقق فيه اللغة العربية بوصفه : الطفل هو صغير الإنسان الذي لم يشتد عوده

- ويقول باحثون : عندما نقول الطفل . نقول تلقائيا رجل الغد – ومن الأمثلة الشائعة نجد المثل القائل " داخل كل طفل يوجد رجل المستقبل "

- إلى أن كان يوم 20 نونبر 1989 م حيث صدر عن الأمم المتحدة تعريف يحدد أن " الطفل هو كل إنسان دون الثامنة عشرة من عمره . ما لم  ينص  قانون دولة ما على اعتباره ناضجا قبل بلوغ هذا السن "

   وهذا يعني أن الطفل هو الطفل . وحقوقه هي حقوق الأطفال في كل البلاد وهذا ما يلغي الاستثناء السابق رغم تعدد الصفات والمعايير والمتحكمات التي تنوع شخصية هذا الكائن الإنساني . فهناك الطفل السوي والطفل الذكي والطفل الموهوب والطفل المدلل والطفل المشاغب والطفل الخديج أي أقل من 37 شهرا قبل الوضع  والطفل اليتيم والطفل المتبنى والطفل الجانح " المهمش ولعل هناك أوصاف أخرى . كلها يفترض أن تحكمها العلاقة نفمها بين الأسرة والمدرسة                                                                                           

       الأسرة

هذه المجموعة المتكونة من الزوج والزوجة والأطفال والأقارب . أليست هي العائلة ؟ أليس هناك اضطراب وتبرير غير واضح في التدقيق بين المفهومين ؟                                 

   لم نجد أي اتفاق بين علماء الاجتماع , بل نجد نفس الباحث وفي نفس الكتاب يستخدم مصطلح عائلة مرة ومصطلح أسرة مرة أخرى                                                        

هل العائلة هي المؤسسة المكلفة بإعالة الصغير ؟ وإذا كان كذلك ألا تعيل الأسرة صغيرها ؟

وقفت عند تعريف للدكتور محمد عبد الهادي دكله . يعرف من الناحية الإحصائية : أن الشخص الذي يسكن لوحده مستقلا . عائلة – ولكنه سرعان ما يصل في تحليله إلى أن العائلة هي مجموعة ترتبط برباط الزواج أو الدم أو التبني , يعيشون في سكن واحد يتفاعلون بما يلائم أدوارهم الاجتماعية للمحافظة على النمط الاجتماعي العام                                -                                                                             

   أما الدكتور مصطفى الفوال . فيكاد بنفس المعنى يعرف الأسرة على أنها من الناحية السوسيولوجية : رجل وامرأة أو أكثر يعيشون على أساس الدخول في علاقات يقرها المجتمع

ووقفت على تعريف ستاتيكي ثابت مرتبط بغريزة الجنس . يعرف الأسرة بأنها تنظيم اجتماعي  دفعت إليه الحاجة البيولوجية للإنسان

 أما كونت في درسه 50 فيعرف الأسرة بأنها البدرة الضرورية لكل الاستعدادات الأساسية التي تميز الجسم الاجتماعي العضوي

  من خلال كل هذه التعاريف وغيرها : المتفق عليه هو أن الأسرة نتاج تفاعلات معقدة بين جملة من العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية , تتحدد ترابطاتها على ضوء عوامل داخلية وخارجية . أي أن للمحيط الاجتماعي تأثير كبير على الوسط الأسري . كما تؤثر الأسرة بدورها في المجتمع , ولذلك فهي ركيزة أساسية في بناء المجتمع وتوجيه نشاطات الأفراد – إن الأسرة كمؤسسة اجتماعية هي الوسيط الرئيس بين شخصية الفرد والحضارة الاجتماعية                                                                                     

فهل كل الأسر هي نفس الأسرة وبنفس المواصفات ؟ طبعا  لا . وحتى لا نخوض في تفسيرات متعددة سأكتفي ببعض ظروف الحياة الأسرية في بلادنا                         -      

   من ظروف الحياة الأسرية بالمغرب

- انشغال الوالد بمضاعفة الدخل لمواجهة تكاليف الإنفاق . جعله يقضي معظم الوقت خارج البيت                                                                                                          - الأم العاملة . لا ترعى الصغار بالتفرغ الكامل

- الأم المطلقة أو الأرملة تقوم بنفس الدور لمضاعفة الدخل للإنفاق وتقضي أيضا معظم الوقت خارج البيت

- الإرهاق الاقتصادي للأب / في حالة وجود الأب . يؤدي للخلافات الزوجية

- فقدان السلطة الوالدية من كليهما على الأبناء  بسبب عدم التفرغ والرقابة

- يحرص الآباء –  من ذوي الإمكانيات  –  على تعليم الأبناء   و يضحون من أجل ذلك  بكل ما هو شخصي . فتتضاعف الخلافات المؤدية لإلقاء المسئولية – كل على الآخر – فيزداد التوتر والقلق

 - خارج البيت تتزايد مشاحنات الطفل عند الاختلاط بالجيران والأقارب

- بعض الأسر تجعل علاج الحالة بالتخلص من الطفل وإلقاء المسئولية على الغير مبكرا – الخادم في البيت أو الحضانة أو رياض الأطفال أو المسيد أو المدرسة

   في جو هذه العوامل ونتائجها توكل مسئولية التربية إلى المدرسة . وهذا يخلق إشكالا جديدا للطفل , هو قضاء أكثر الوقت خارج البيت  بعيدا عن الأسرة . حتى وجبة الظهر أحيانا تتم خارج البيت وأصبحت لحظات الترويح داخل البيت هي مشاهدة التلفزيون أو سقي الماء وقضاء السخرة العائلية                                                                              

مما جعل الصغار – وحتى الشبان – يفرون من البيت إلى جماعات الرفاق . ويظهر التوتر الناشئ عن الذهاب إلى المدرسة . لأن التكيف بالمدرسة لا يتم بسهولة                           

فمن جهة : بيت الأسرة هو المكان الذي إليه يعود الطفل ومعه خبراته . وهو العرين الذي يرجع إليه ليبتلع جراحه . وهو المسرح الذي يأوي إليه ليستعرض مجد نجاحه وتفوقه الدراسي , والملجأ الذي فيه خلوة احتضان أفكاره وتأمل سوء معاملته " كما تقول بوسار ديول 1966                                                                                                  

   فهل بيت الأسرة بهذه الظروف المذكورة هو هذا المكان الصالح . ألا نقول : إنه بيت لتجدد الجراح وسوء المعاملة  ؟                                                                                 

   يمكن الجزم أن الطفل أمام رغبة التخلص منه مبكرا وتحبيب المدرسة إليه بشكل مبالغ فيه من طرف الوالدين يتقوى اتجاهه نحو المدرسة – لكن إيزابيط هيرلوك 1970 كشفت في دراسة حول هذا الاتجاه  بأن أغلب الصغار يدخلون المدرسة بآمال عريضة وتوقعات كبيرة . إلا أن الكثير منهم يشعرون بأنهم قد خدعوا في المدرسة قبل أن يتموا عامهم الأول بها     

   من هذه اللوحة نلاحظ بداية غياب الاهتمام والميل . فلا البيت يحقق كل مطالبه . ولا الحجرة تتكلف برعايته وتنفيذ مطالبه , بل يطلب منه هو أن يتكيف معها . مع العلم أن بين الأسرة والمدرسة مسئولية تحقيق رفاهية هذا الصغير سيكولوجيا وانفعاليا . بينما كل منهما يفرض عليه معاييره في السلوك , ويزيد دور المدرسة والمعلم بها عن ذلك بإثارة وقيادة نموه العقلي كلما تواجد بالمدرسة . فأية مدرسة هاته التي تتحمل هذه المسئولية ؟  هل نحن أمام مدرسة مغربية واحدة أو مدارس في المغرب؟                                                   

   المدرسة   

المدرسة في المطلق هي مؤسسة اجتماعية  وأهم مؤسسة لتربية الطفل بعد الأسرة . إذ أنها تكمل دورها بتعليم الأطفال قيم وأهداف وعادات المجتمع , محولة إياهم إلى كائنات قادرة على التفاعل والعيش مع أطفال آخرين . وتقوم المدرسة بهذا الدور من خلال المناهج الدراسية وعملية التدريب على النظام واحترامه . واحترام الزمن وأهميته في حياتهم  وتقوم بإزالة الطبقية وتداخلها واندماجها  وضمان تكافؤ الفرص التعليمية . باعتبار التعليم حق للجميع وحق من حقوق الطفل                                                                            

    إن انتقال الطفل من الأسرة إلى المدرسة  يعني انتقاله من مجتمع صغير بسيط محدود إلى مجتمع أوسع اتصالا بالحياة " نظام وقوانين / تكاليف وواجبات لم يألفها من قبل / علاقات من نوع جديد / منافسات جديدة / التضحية بكثير من الميزات التي كان ينعم بها / فمن كونه مركز الاهتمام أصبح يعامل سواسية مع غيره / لا يسخر من غيره ويحترم من يحدثه / يلتزم الصمت في أوقات معينة / لا يغضب أمام مصلحة الجماعة / لا يأخذ أكثر من نصيبه        

  أي أنه سيعاني من انتزاعه من مركزية الذات التي تسيطر على تفكيره ولغته وسلوكه " لأنه إلى حدود السابعة من عمره كما يراه  " بياجي " يكون شديد الخضوع لدوافعه , مستغرقا في اهتماماته وأموره الخاصة مما يجعله عاجزا عن العناية بمشاعر الغير وشؤونهم

 وأول من يواجه هذه المعاناة  كأول راشد في عالم الكبار من خارج الأسرة هو المعلم أو المعلمة . يتعامل معه الطفل كبديل عن الأب أو الأم . بسلطات رسمية هذه المرة , فإليه يشرئب الصغير ويرفع رأسه ليتطلع إليه باستغراب وخوف , فلا بد لهذا الراشد أن يتلقفه بالحب والحنان ليطمئنه على مستقبله في حياته معه معظم الوقت . فأبرز الأثر السيكولوجي على الطفل يلحقه من المعلم  إذ لا المعدات والأدوات ولا المواد الدراسية ولا جداول الحصص تكون في مستوى وقع المعلم                                                                 

   الملاحظة الهامة . أنه سواء تكيف الطفل واحترم النظام والمناهج ومجموع المؤثرات المذكورة . أو سبب له ذلك إشكالا وتطلب تدخلات وعلاجات المرشد  والأخصائي  التربوي والاجتماعي والنفسي أو ترك لحاله – كما هو في مدرستنا العمومية – وحتى على افتراض أننا أمام مدرسة مثالية تدبر الحياة المدرسية بالإيجاب وتنشط الفعل التربوي وتنفتح على الأسرة والمحيط وتخدم الأغراض الاجتماعية والمجتمعية . فإنها في أحياء كثيرة وكل القرى  تقف عند حد معين تراوحه ولا تغادره . بل تغدو جزيرة منعزلة . لا تواكب معطيات الحداثة والتفجر المعرفي ولا تنخرط في حركية التقدم المتسارعة . إذ تبقى الوسائل  التربوية المعتمدة ترديدية تشحن الأذهان وتزرع في مخزن الذاكرة ويصبح المجتهد هو الببغاوي خوفا من العقاب . أي أن الوسائل تشبه وسائل غسل الدماغ  المؤدية إلى الضبط الاجتماعي  / المسايرة / الانصياع / عشق السكون / كره التغيير والتحديث                                    

   إذا كان هذا في المدرسة كمؤسسة على المطلق فما واقع مدرستنا ؟

- لا زالت بعض الأسر تنظر إليها كمؤسسة منفصلة لا يجوز التدخل في قضاياها . أي لا تعاون بين المؤسستين

- وهناك مدرسة تدعو وتوطد التعاون بشكل تكاملي لضمان مردود تربوي كبير للأجيال

- وهناك مدارس تعتمد نصف التواصل أي عندما تكون هناك مشكلة طارئة – أي أن  مدرستنا المغربية عمومية أو خاصة – تعتبر نفسها مسئولة عن التربية في جانبها الرسمي . أما التنشئة غير الرسمية فهي في مناخ الأسرة . وهذا ما يساعد على ترسيخه ما يلي          

* قلة الوعي الثقافي بأهمية التواصل مع المدرسة

* ثقة العديد من الأسر. المطلقة في المدرسة . حيث لا ترى الحاجة إلى التواصل ضرورية

* المشاكل الأسرية تجعل الطفل بعيدا عن المراقبة والعناية

* انشغال الوالدين وغيابهما عن المنزل يضيف أعباء على حاجيات الطفل وأداء الواجبات المدرسية

* رهبة الأسر أحيانا من المدرسة وتعقد أنظمة العمل بها . يبعد أو يؤخر التعاون بين المؤسستين    أي أن هناك اختلالا في الآليات من وسط إلى آخر . فإن تحقق تواصل ما . فهو لا يسمو إلى :

- زيارة المعلمين للأسر للتعرف على واقع التلميذ المعيش

- حتى مجالس الآباء أو جمعيات الآباء يظل موجودا فقط انصياعا للقانون  فلا تسعى لفهم حالات ومشكلات التلاميذ بوضوح وموضوعية  ولا تحث على مراعاة التحديث ولا تتدارس متطلبات وحاجات المحيط  أو الإيحاء ببرامج أو تساهم في تحقيق برامج                       

    ويكون الضحية أمام هذا الواقع . هو الطفل  لأنه لا يجد من يأخذ بضرورات المرحلة التي يعيشها أو يراعي نظرته إلى الوجود بنظرته الخاصة . وضمنيا يشعر أن تربيته بين المؤسستين معا تلغي خصوصياته – مع أن التربية الحقة هي تربيته على الحرية . يفهم ويريد أن يكون صانع مصيره . ممتلكا لذاته عن طريق التعاون وليس عن طريق الإملاءات

   ومن هنا تبدأ مرحلة صراع الأجيال  فيزداد عصيان الجيل اللاحق للجيل السابق ورفض توجهاته . وإذا قوبل ذلك بالاستبداد والقمع كانت مصيبة أخرى                                   

  وأخيرا إن أجراة الميثاق الوطني للتربية والتكوين – في تقديرنا – باعتماد الوزارة شعار : المدرسة والأسرة معا من أجل الجودة , يطمح لأن تقوم كل مؤسسة بدورها بتعاون مع الأخرى  وتسعيان إلى التوافق من أجل أهداف مشتركة لفائدة الطفل خاصة وأن هناك مؤشرات تهيئ سبل بلوغ هذه الأهداف المشتركة                                                     

فمن الناحية الإحصائية نزل معدل الخصوبة في المغرب من 4,46 ÷ عام 87 . إلى 2,59 ÷ سنة 2002 رغم أنه في البادية لا زال مرتفعا                                                         

ونسبة لا بأس بها من الأسر عرفت تغيرات للأحسن  وبدأت الأسر التقليدية تتقلص وبرزت أنماط أخرى أكثر ملاءمة للعصرنة . لكن هذا لا يجعلنا نغفل وجود نسبة من الأمية ونساء غير متعلمات 80÷ في الوسط القروي وهذا مرتبط بتدني نسبة تمدرس الفتاة في الوسط القروي . إضافة إلى ظروف الفقر وسوء الوقاية ونقص الضروريات بالوسط القروي والأحياء الهامشية                                                                                         


الذاتي وتدبير المشاريع الشخصية . وأصبح التلميذ إلى حد ما يتشبع بروح الحوار وقبول الاختلاف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق